أبو عبيدة بين الرواية الإسرائيلية والنفي الفلسطيني: هل أصابت إسرائيل قلب حماس الإعلامي؟
أعلن الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الذي استهدف المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، تم باستخدام ذخائر دقيقة تحت مراقبة جوية مشددة. وأوضح أنه قبل العملية بدقائق وصلت معلومات استخباراتية مركزة إلى جهازي الشاباك والمخابرات العسكرية أمان، ليتم بعدها إطلاق محاولة الاغتيال من غرفة العمليات الخاصة بالشاباك، في إشارة إلى الأهمية المركزية التي يمثلها أبو عبيدة في هيكلية حماس.
نتنياهو ومحاولة اغتيال أبو عبيدة
ووفقاً لهيئة الإذاعة الإسرائيلية، يُعتبر أبو عبيدة محوراً رئيسياً داخل الحركة، وأن نجاح تصفيته – إن تأكد – سيُحدث تأثيراً معنوياً بالغاً ويُلحق ضرراً بـ"العمليات المعرفية" لحماس، أي البنية الدعائية والإعلامية التي تساندها في الحرب.

القناة 14 الإسرائيلية ذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تابع عن قرب تفاصيل هذه العملية، واطّلع على التقديرات الأمنية والاستخباراتية بشأن احتمالات نجاحها. وأشارت القناة إلى أن إسرائيل ترى في استهداف أبو عبيدة خطوة نوعية على مستوى الحرب النفسية، حيث يشكل "الملثم" صوتاً يلهب الشارع الفلسطيني ويؤثر حتى في الرأي العام الإسرائيلي.
الرواية الفلسطينية: قصف منزل العائلة
على الجانب الآخر، كشفت مصادر فلسطينية لـ"سكاي نيوز عربية" أن المنزل المستهدف في مدينة غزة كانت قد استأجرته عائلة أبو عبيدة قبل أيام فقط. وأكدت أن زوجته وأولاده كانوا متواجدين بداخله أثناء القصف، فيما شوهدت كميات كبيرة من الأوراق النقدية تتطاير بفعل شدة الانفجار.
وأضاف المصدر أن عناصر من كتائب القسام أغلقوا محيط المنزل بشكل كامل عقب الغارة، ومنعوا المواطنين من الاقتراب أو انتشال الجثث. وأوضح أن احتمالية اغتيال أبو عبيدة قائمة، لكنه شدد على أنه لا يوجد تأكيد نهائي حتى اللحظة بشأن مصيره.
من هو أبو عبيدة؟
أبو عبيدة، الاسم الحركي الغامض، هو المتحدث العسكري باسم كتائب القسام منذ عام 2006، وظهر لأول مرة عقب عملية "الوهم المتبدد" التي أسفرت عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. ظل منذ ذلك الحين واجهة إعلامية بارزة للحركة، بملامح ملثمة ولهجة صارمة، وصوتٍ يختصر رسائل الحرب والردع لدى حماس.
أهمية اغتياله بالنسبة لإسرائيل
ترى الأوساط الإسرائيلية أن أبو عبيدة ليس مجرد ناطق رسمي، بل رمز دعائي ومركزي لحماس، يمتلك القدرة على صياغة رسائل الحرب وإدارتها نفسيًا ومعنويًا. ولذلك فإن نجاح إسرائيل في تصفيته – في حال تأكد – سيُعتبر ضربة مزدوجة، عسكرية وإعلامية، ستترك أثرها على معنويات عناصر حماس، وعلى الشارع الفلسطيني الذي ارتبط اسمه برمزية المقاومة.
تأثير محتمل على مفاوضات وقف إطلاق النار
المراقبون يحذرون من أن استهداف شخصية بهذا الثقل قد يُعقّد مسار المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى. فالتجارب السابقة، مثل اغتيال إسماعيل هنية عام 2024، أثبتت أن اغتيال القادة يعرقل فرص التهدئة ويزيد من تشدد المواقف. وفي الوقت ذاته، قد تدفع الضغوط الميدانية بعض الأطراف داخل حماس إلى إعادة حساباتها، ما يفتح الباب لتوازنات جديدة.
يؤكد خبراء عسكريون أن استهداف أبو عبيدة – حتى لو لم يُقتل – يدخل ضمن إطار الحرب النفسية ومحاولة كسر الرموز الجماهيرية للمقاومة
وعلي الجانب الآخر.، يري محللون أن الاغتيالات رمزيا لا تضعف الحركة فعليا، بل قد تعزز تصميمها.
وأن تجربة هنية تشير الي أن المصالح الإقليمية والدولية، قد تجهض المفاوضات في حال اغتيال قائد بارز
و يرى محللون سياسيون أن أي عملية من هذا النوع قد تؤدي إلى تشديد مواقف حماس، وربما تعطيل أي مبادرات سياسية كانت مطروحة في مسار التهدئة
بين الرواية الإسرائيلية التي تُعلن النجاح، والرواية الفلسطينية التي تنفي وتتحفظ، يبقى مصير أبو عبيدة معلّقاً بين الغموض واليقين. لكن الأكيد أن مجرد محاولة استهدافه تُظهر حجم أهميته في معركة لم تعد تُدار فقط بالصواريخ والرصاص، بل بالكلمة والصورة والرمزية. ففي زمن الحروب الحديثة، قد تكون رسالة ملثمة أشد وقعاً من صاروخ عابر
تطبيق نبض

