عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

أستاذ اقتصاد دولي لـ «تحيا مصر»: قناة باناما ساحة للتنافس بين القوى الكبرى وواشنطن تعتبرها جزءًا من أمنها القومي

تحيا مصر

أكد الدكتور أيمن النحراوي، أستاذ ومستشار الاقتصاد الدولي واللوجيستيات، أن قناة باناما تمثل إحدى النقاط الأكثر حساسية في شبكة التجارة العالمية، نظرًا لدورها المحوري في ربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ، ما جعلها ساحة دائمة للتنافس بين القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين.

إرث أمريكي طويل: من البناء إلى تسليم السيادة

كما أوضح النحراوي، من خلال تصريحاته أن الولايات المتحدة لعبت الدور الأبرز في إنشاء القناة بعد فشل المشروع الفرنسي في القرن التاسع عشر. ففي عام 1902، اشترت واشنطن حقوق المشروع وبدأت عملية البناء، التي انتهت بافتتاح القناة رسميًا في 1914 تحت السيطرة الأمريكية الكاملة

الدكتور أيمن النحراوي، أستاذ ومستشار الاقتصاد الدولي واللوجيستيات

وأضاف أن هذا النفوذ استمر حتى توقيع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر مع نظيره البنمي عمر توريخوس معاهدتي عام 1977، واللتين نصتا على نقل السيادة تدريجيًا إلى بنما، وهو ما اكتمل في ديسمبر 1999.

الصين تعود إلى الواجهة: نفوذ اقتصادي متصاعد

وأوضح النحراوي لـ «تحيا مصر»، إلى أن الصين لا تسعى لفرض هيمنة عسكرية على القناة، بل تركّز على تعزيز حضورها الاقتصادي من خلال مبادرة "الحزام والطريق". وتُعد بكين اليوم ثاني أكبر مستخدم للقناة بعد الولايات المتحدة، كما أن شركات صينية كبرى – أبرزها "هتشيسون هولدينجز" – تدير موانئ استراتيجية على جانبي القناة، ما يعكس تزايد النفوذ الصيني في أمريكا الوسطى واللاتينية.

القوة الناعمة الصينية: بديل عن المواجهة العسكرية

ولفت أستاذ الاقتصاد الدولي واللوجيستيات إلى أن بكين تعتمد على ما يُعرف بـ"القوة الناعمة"، عبر الاستثمار في البنية التحتية، وتقديم القروض، وعقد شراكات طويلة الأجل، بدلًا من الانخراط في سباق تسلح بحري. وقال: "الصين تحاول أن تفرض وجودها من خلال التجارة والاستثمار لا من خلال المدافع، وهذا النهج يجعلها لاعبًا صعب المواجهة بالأساليب التقليدية".

التوترات الأمريكية: مخاوف من تمدد صيني

في المقابل، اضاف النحراوي أن واشنطن ما زالت تعتبر القناة جزءًا من أمنها القومي. فقد عبّرت إدارات أمريكية متعاقبة – بما فيها إدارة الرئيس دونالد ترامب – عن قلقها من النفوذ الصيني المتنامي في المنطقة. وتجلت هذه المخاوف في ضغوط سياسية واقتصادية على بنما، وانتقادات علنية لدور الشركات الصينية في إدارة الموانئ، مع التلويح باتخاذ إجراءات حمائية ضد السفن الصينية.

وأضاف:"الولايات المتحدة لا تريد أن ترى قناة باناما خارج دائرة نفوذها التاريخي، لذلك فهي تلجأ إلى أدوات الضغط السياسي والتجاري أكثر من الخيار العسكري".

مستقبل غامض: من يملك اليد العليا؟

اختتم الدكتور أيمن النحراوي تحليله بالتأكيد على أن الصراع على قناة بنما يعكس المواجهة الأوسع بين واشنطن وبكين. وقال: "الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على إرثها التاريخي في القناة، بينما تعمل الصين على ترسيخ مكاسبها الاقتصادية في إطار مشروع الحزام والطريق. بنما تجد نفسها بين المطرقة والسندان، أما المستقبل فسيعتمد على قدرة كل طرف في موازنة القوة بين الأمن القومي والتوسع الاقتصادي".

تابع موقع تحيا مصر علي