عاجل
السبت 06 ديسمبر 2025 الموافق 15 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

خاص| الطلب العالمي يلهب السوق.. شعبة الذهب: المعدن الأصفر مرشح لموجة صعود جديدة

تحيا مصر

شهدت أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة قفزات جديدة أعادت المعدن الأصفر إلى واجهة الأحداث الاقتصادية، ليصبح حديث المستثمرين والمستهلكين على حد سواء، هذا الصعود المتواصل لم يعد مجرد رقم في شاشات التداول، بل انعكس بشكل مباشر على حركة السوق المحلي، حيث تزايد الاهتمام بمتابعة الأسعار لحظة بلحظة وسط حالة من الترقب وعدم اليقين، وفي الوقت الذي ينظر فيه البعض إلى الذهب باعتباره ملاذاً آمناً يحافظ على القيمة في أوقات الاضطراب، يترقب آخرون مدى قدرة السوق على استيعاب هذه الموجة الصعودية وما قد تحمله من تأثيرات على قرارات البيع والشراء، وبين توقعات الخبراء ورهانات المستثمرين، يبقى المعدن النفيس في بؤرة المشهد، متصدراً النقاشات حول مستقبله في المرحلة المقبلة.

وكشفت شعبة الذهب عن أسباب ارتفاع المعدن الأصفر في تصريح خاص لموقع تحيا مصر، حيث أوضحت أن الارتفاع الأخير في أسعار الذهب مرتبط بزيادة الطلب العالمي على المعدن الأصفر كملاذ آمن بسبب التوترات الاقتصادية والجيوسياسية حول العالم، مشيرة إلى احتمالية استمرار موجة الصعود خلال الفترة المقبلة.

وكانت شهدت أسعار الذهب بالأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا ملحوظًا لتسجل مستويات قياسية غير مسبوقة، مدعومة بتراجع الدولار وتزايد الرهانات على انتهاج الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سياسة نقدية أكثر تيسيرًا، في وقت تتفاقم فيه التوترات الجيوسياسية عالميًا.

اخترق الذهب مستويات قياسية جديدة مدعومًا بتوقعات قوية بمزيد من الخفض في أسعار الفائدة، إلى جانب الطلب المؤسسي المتنامي، وأظهر مؤشر CME FedWatch أن الأسواق تسعّر خفضين إضافيين للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا العام: أحدهما في أكتوبر بنسبة احتمال 90%، والثاني في ديسمبر بنسبة 73%.

هذه التوقعات، إلى جانب التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين روسيا والناتو، واحتدام الأوضاع في الشرق الأوسط، دعمت بقوة الطلب على الذهب كملاذ آمن.

وقال رئيس الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، أن قرار خفض أسعار الفائدة الأخير كان بمثابة خطوة لإدارة المخاطر، مشيرًا إلى أن البنك لا يرى ضرورة للتسرع في رفعها مجددًا، رغم استمرار مخاطر التضخم، وفي المقابل، ظهر توجه أكثر وضوحًا داخل الفيدرالي مع تعيين المحافظ الجديد ستيفن ميران، الذي دعا إلى تيسير نقدي حاد، محذرًا من أن البنك المركزي يُخاطر بفرض تشديد مفرط قد يضر بأسواق العمل.

ورغم أن بعض مسؤولي الفيدرالي عارضوا هذا التوجه، فإن تصريحات ميران عززت التكهنات بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة، خاصة مع تباطؤ بيانات التضخم الأخيرة،
وتراهن الأسواق على وتيرة أسرع للتيسير النقدي، حيث يتوقع المتعاملون أن تنخفض الفائدة قصيرة الأجل، التي تتراوح حاليًا بين 4.00% و4.25%، إلى أقل من 3% بنهاية عام 2026.
هذا التباين بين تقديرات الفيدرالي وتوقعات السوق أدى إلى تراجع الدولار من أعلى مستوى له في أكثر من أسبوع، وهو ما وفر دعمًا إضافيًا للذهب.

وارتفعت حيازات صندوق SPDR Gold Trust بنسبة 0.60% لتصل إلى 1000.57 طن، وهو أعلى مستوى لها منذ أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس تزايد إقبال المؤسسات الاستثمارية على المعدن الأصفر،
كما سجلت الأسواق الهندية طلبًا قويًا على الذهب رغم الأسعار المحلية المرتفعة، حيث بلغت أقساط الذهب الفعلية في الهند أعلى مستوياتها في عشرة أشهر قبيل موسم الأعياد، مما يشير إلى مرونة استثنائية في الطلب.

على الصعيد الجيوسياسي، تصاعدت التوترات بين روسيا وأوكرانيا مع تبادل الاتهامات بشن هجمات بطائرات مسيرة على مناطق مدنية، فيما اتهمت دول الناتو موسكو بانتهاك أجواء إستونيا وبولندا ورومانيا، وهي مزاعم نفتها روسيا، كما تزايدت حدة الصراع في الشرق الأوسط مع تصعيد الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحركة حماس، وسط تحذيرات أمريكية من تداعيات ضم الضفة الغربية.

تُظهر المؤشرات أن العوامل الأساسية الداعمة للذهب ما زالت قوية، بدءًا من توقعات خفض الفائدة وتراجع العوائد الحقيقية، وصولًا إلى الطلب العالمي المرتفع والمخاطر الجيوسياسية، ويُرجّح أن أي إشارة من باول نحو التيسير النقدي أو بيانات اقتصادية ضعيفة ستدفع الذهب لموجة صعود جديدة، مع بقاء الأوقية قريبة من حاجز 3800 دولار.

تابع موقع تحيا مصر علي