عاجل
الأحد 07 ديسمبر 2025 الموافق 16 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

وفيق نصير: هل الأمم المتحدة تتحد في السياسة ولكن تتفرق في البيئة؟

الدكتور وفيق نصير
الدكتور وفيق نصير عضو البرلمان العالمي للبيئة

قال الدكتور وفيق نصير عضو البرلمان العالمي للبيئة، أن منذ تأسيس الأمم المتحدة عام 1945، وهي تُقدَّم باعتبارها المظلة الكبرى التي تجمع دول العالم في القضايا السياسية والأمنية، ونرى اجتماعات طارئة لوقف الحروب، قرارات تدين اعتداءات، أو اتفاقات لفض نزاعات، قد تختلف الدول في المواقف، لكن في النهاية تُحشد الأصوات والقرارات غالبًا باتجاهٍ واحد، ولو شكليًا، من أجل الحفاظ على صورة الوحدة السياسية.

تبقى الدول الفقيرة عاجزة عن تنفيذ أبسط مشروعات حماية البيئة بسبب غياب التمويل

وأضاف وفيق نصير، لـ تحيا مصر ، أنه لكن حين تنتقل الأمم المتحدة إلى قضايا البيئة والمناخ، سرعان ما تتعرى التناقضات، فجأة لا تعود هناك وحدة، بل تتكاثر التحفظات والاعتراضات، وتصبح المصلحة الوطنية أهم من المصلحة الكوكبية، الدول الصناعية الكبرى تخشى من التزامات قد تُقيد اقتصادها، والدول النامية تطالب بحقها في التنمية ولو على حساب البيئة، بينما تبقى الدول الفقيرة عاجزة عن تنفيذ أبسط مشروعات حماية البيئة بسبب غياب التمويل.

وتابع أن في السياسة، نرى مجلس الأمن قادرًا على الاجتماع خلال ساعات قليلة إذا اندلع نزاع عسكري في أي بقعة بالعالم، أما في البيئة، فعشرات السنوات مضت بين بروتوكول كيوتو (1997) واتفاق باريس (2015)، وما زالت درجات الحرارة العالمية ترتفع بما يفوق 1.2 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، مع توقعات بتجاوز حاجز الـ 2 درجة بحلول منتصف القرن إذا لم تُتخذ إجراءات جذرية.

ولفت إلى أن خذ مثلًا قضية التمويل المناخي: تعهدت الدول الغنية منذ أكثر من عقد بتقديم 100 مليار دولار سنويًا لمساعدة الدول النامية في مواجهة التغير المناخي. لكن حتى اليوم، لم يصل التمويل إلى هذا الرقم، ومعظم ما قُدم جاء في شكل قروض وليس منح، أي وحدة هذه التي تُترك فيها القارة الأفريقية وحدها تواجه التصحر والجفاف والفيضانات من دون دعم كافٍ؟، الصراع واضح أيضًا بين أكبر مصدرين للانبعاثات: الولايات المتحدة والصين. 

وأضاف أن اشنطن انسحبت من اتفاق باريس في عهد إدارة ترامب ثم عادت إليه لاحقًا، بينما بكين تواصل التوسع في الطاقة المتجددة لكنها في الوقت نفسه تبني محطات فحم جديدة، الاتحاد الأوروبي يحاول أن يقود المشهد بسياسات "الحياد الكربوني" بحلول 2050، لكنه يواجه ضغوطًا داخلية من الصناعات الثقيلة. هذا التناقض يجعل الأمم المتحدة ساحة خلاف أكثر من كونها ساحة وحدة.

واضاف ،ان المفارقة أن البيئة هي القضية الوحيدة التي تمس جميع الدول بلا استثناء. التغير المناخي لا يعرف حدودًا، والتلوث لا يتوقف عند خط جغرافي. 

ووأنهى أنه مع ذلك، ما زالت السياسات البيئية أسيرة موازين القوى الاقتصادية والسياسية. ربما في السياسة تستطيع الأمم المتحدة الادعاء بالوحدة، أما في البيئة فهي مرآة صافية تُظهر حجم الانقسام بين من يملك ومن لا يملك.

 

تابع موقع تحيا مصر علي