نوع دهون خفي يهدد قلبك دون إنذار
بين الظاهر والمخفي في أجسامنا أسرار تهدد القلب قبل أن نعي، إذ تكمن الدهون المخفية حول الأعضاء الحيوية كالأعداء الصامتين، تسرع من شيخوخة القلب وتفتح الباب أمام أمراض مزمنة، لتكشف الدراسات الحديثة عن خطر غير متوقع يترصد حياتنا اليومية.
تراكم الدهون حول الكبد والمعدة والأمعاء يزيد من الالتهابات المزمنة
حذر خبراء الصحة من الدهون المخفية التي تتجمع حول أعضاء الجسم، والتي قد تكون أخطر مما نتصور على صحة القلب، أظهرت أبحاث جديدة أن تراكم الدهون حول الكبد والمعدة والأمعاء يزيد من الالتهابات المزمنة، ما يسرع شيخوخة القلب ويزيد احتمالات الإصابة بأمراض تهدد الحياة.
الشيخوخة المبكرة للقلب قد تؤدي إلى اضطراب ضرباته وفشل القلب
وتشير التقارير إلى أن الشيخوخة القلبية لا ترتبط بالعمر وحده، بل تتأثر بعوامل متعددة مثل التوتر النفسي، التغذية غير السليمة، قلة النشاط البدني، إضافة إلى العوامل الجينية والبيئية، هذه الشيخوخة المبكرة للقلب قد تؤدي إلى اضطراب ضرباته وفشل القلب، كما ترتبط الالتهابات المستمرة بارتفاع خطر السرطان والأمراض المزمنة.
من جانبه، أكد ديكلان أوريغان، أستاذ بكلية "إمبريال كوليدج" بلندن، أن الدهون العميقة حول الأعضاء تُسرع من شيخوخة القلب، بينما الدهون في مناطق مثل الوركين والفخذين لدى النساء قد تقدم حماية جزئية.
وكشفت الدراسة أيضًا عن فروق بين الجنسين، حيث كانت الدهون حول البطن مؤشراً قوياً للشيخوخة المبكرة لدى الرجال، بينما أظهرت تأثيرًا معاكسًا لدى النساء.
الدهون حول البطن مؤشراً قوياً للشيخوخة المبكرة لدى الرجال
اعتمد الباحثون على تحليل صور قلوب أكثر من 21 ألف شخص باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليتمكنوا من الربط بين مستويات الدهون الداخلية وسرعة شيخوخة القلب، حتى عند الأشخاص الذين يمتلكون وزنًا صحيًا ظاهريًا.
تبني أسلوب حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم
وهذه النتائج تبرز أهمية وعي الأفراد بمخاطر الدهون المخفية وتبني أسلوب حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم للحد من مخاطر القلب والأمراض المصاحبة.
تشير النتائج الحديثة إلى أن التهديد الحقيقي لصحة القلب لا يكمن فقط في الوزن الظاهر، بل في الدهون المخفية العميقة حول الأعضاء الحيوية، التي تعمل كعدو صامت يسرع شيخوخة القلب ويزيد فرص الإصابة بأمراض مزمنة تهدد الحياة.
ومع التقدم العلمي، أصبح بالإمكان الآن رصد هذه الدهون وتقييم تأثيرها عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مما يمنح الأفراد فرصة لفهم أجسامهم بشكل أدق. ويبرز من هذه الدراسات ضرورة الالتزام بأسلوب حياة صحي، يتضمن التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم، مع متابعة طبية دورية، للحد من تأثيرات هذه الدهون المخفية، إن الوعي الصحي والتحكم بالعوامل المهددة للقلب هو السبيل الأمثل للحفاظ على حياة أطول وأكثر صحة.
تطبيق نبض