عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

«الحُضن» خدمة جديدة بـ 80 دولار في الساعة لإزالة التوتر في أمريكا

تحيا مصر

بداية الفكرة جاءت بعدة دراسات نفسية، أثبتها مقال للطبيب النفسي داتشر كيلتنر من جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي، سرد خلاله ما أجراه من دراسات منذ الستينيات من القرن الماضي، راقب خلالها أحاديث الأصدقاء في المقاهي حول العالم.. ووجد أنه في إنجلترا مثلا، لم يتلامس الأصدقاء إطلاقا خلال ساعة. وفي الولايات المتحدة تلامسوا مرتين. وفي بورتو ريكو تلامسوا 180 مرة. وخلص كيلتنر إلى أن بعض الثقافات الغربية تفتقر إلى «التلامس».

ويسرد كيلتنر أن الأطفال الرضع الذين حرموا من التلامس في الملاجئ بدت عليهم مشكلات سلوكية. فعندما يربت أمناء المكتبات على أيدي الطلاب حينما يسجلون الكتب المستعارة، تزيد احتمالات عودة الأطفال مجددا. كما يقول كيلتنر استنادا إلى دراسة عام 2010 في مجلة إيموشن العلمية إن الفرق المحترفة لكرة السلة التي يتواصل لاعبوها باللمس يفوزون ببطولات أكثر.

يقول جيريجا كيمال، الأستاذ المساعد في كلية التمريض والمهن الطبية بجامعة دريكسيل والخبير في التطور الإنساني، «يسهم العناق في تخفيف التوتر وتحسين الحالة العامة.. إذ يشعر أربعون بالمئة من الناس بالوحدة والمعانقة تتغلب على هذا».

العناق خدمة جديدة بـ 80 دولار في الساعة لإزالة التوتر في أمريكا

ومؤخرا، فتحت إيفي دريمون باب شقتها الواقعة في جنوب فيلادلفيا وترحب بزائرتها الغريبة التي ستقوم بعناقها طوال الساعة التالية.. تستقبل دريمون، التي تبلغ من العمر 24 عاما وتعمل «متخصصة عناق» محترفة، زائرتها قائلة «أنا في غاية الحماسة» أما الزائرة فتدعى رشيدة، وهي أم مطلقة لديها طفلان وتبلغ من العمر 42 عاما وجاءت إلى دريمون من مدينة جلينسايد.

ما يحدث بعد العناق ليس جنسا أو جلسة تدليك، إذ تقول رشيدة وهي تفكر فيما تريده من دريمون حينما تضع يدها عليها «نيتي هي الاسترخاء».

دريمون هي واحدة من خمسة أشخاص في فيلادلفيا يقدمون خدمات معانقة شخصية مقابل 80 دولارا في الساعة. وهم جزء من شركة كادليست Cuddlist التي تم إنشاؤها منذ أربعة أعوام وتقدم "أساليب علاجية باللمس" وذلك وفق موقع الشركة الإليكتروني. وهناك شركات أصغر تمتلك عاملين للمعانقة أيضا، لكن كادليست تعتبر نفسها أكبر شركة أمريكية في هذا المجال.

وبحسب آدم ليبين العضو المؤسس للشركة من مونتكلير في مقاطعة ايسيكس ، فإن الشركة تمتلك 200 ممارس في أرجاء البلاد، منهم من يسمحون للعملاء بالقدوم إلى منازلهم وآخرون يذهبون إلى حيث يرغب العملاء، لتقديم خدمات العناق والاحتضان والتدليل إلى جانب قائمة شبه مفتوحة من اللمسات الأفلاطونية.

ويقول ليبين، البالغ من العمر 56 عاما، وهو رجل أعمال كان مدرب يوجا سابقا ومؤسس سلسلة مطاعم الدجاج أتوميك وينجز، في شمال شرق الولايات المتحدة: «الكثيرون لديهم حرمان من إحساس اللمسة، مفتقدين لملمس الجلد.. التدليل هو وسيلة خارقة للتواصل. وهو يحرر هرمون الحب، الأوكسيتوسين»، الذي يقول بعض العلماء إنه يتم إفرازه في مجرى الدم خلال المعانقة.

ويوضح ليبين أن فكرة المعانقة الشخصية مأخوذة من حفلات المعانقة التي بدأت منذ حوالي 15 عاما حينما شارك مجموعة من الغرباء في تجمعات للتلامس غير المثير لممارسة الجنس . لكن يعطي العناق بين اثنين انطباعا بحميمية أكبر.

وعادة ما تستغرق الجلسة 90 دقيقة، حسبما يقول ليبين. ويضيف أن عملائه يشملون "شريحة واسعة من البشر بما فيهم «الساعون حديثا إلى الروحانيات»، وأولئك الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وبحاجة للتواصل مع آخرين، وطلبة الجامعات المتوترون، والمصابون بمتلازمة أسبرجر.
تابع موقع تحيا مصر علي