عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

تحولات غير متوقعة.. هل يقترب العالم من قمة تاريخية بين ترامب وبوتين؟

بوتين وترامب
بوتين وترامب

مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، شهدت العلاقة بين واشنطن وموسكو تحولاً غير متوقع في غضون شهر واحد فقط. 
تحركات دبلوماسية سريعة، تصريحات ولقاءات تتسارع بشكل لافت، مما يطرح تساؤلات حول إمكانية تشكيل تحالف استراتيجي جديد بين القوتين العظميين. 
فهل يكون هذا التحول بداية لعهد جديد من التعاون بين البلدين أم مجرد مسعى لتحسين الأوضاع على الأرض؟

محادثات القمة بين ترامب وبوتين: إلى أين تتجه الأمور؟

في خطوة مفاجئة، بدأ الحديث حول التحضير لقمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو أمر اعتاد المتابعون على سماعه في فترات سابقة، لكنه اليوم يتجدد بشكل مدهش. 
فقد أكد ترامب في تصريحات صحفية يوم 17 فبراير أنه قد يلتقي مع بوتين "قريباً جداً" لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. 
وأضاف ترامب أنه مستعد للقاء الرئيس الروسي "في أي وقت عندما يريد هو"، مشيداً ببوتين ووصفه بـ "الذكي جداً". 
كما شدد ترامب على أنه لا يحترم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، في إشارة واضحة إلى تباين رؤيته عن سلفه في البيت الأبيض.

التقارب الأمريكي الروسي: توافق حول الحلول للأزمة الأوكرانية

بعيداً عن التصريحات الاستفزازية، بدأت واشنطن وموسكو في التقارب على مستوى الحلول السياسية للأزمة الأوكرانية. 
فبعد قمة الرياض في 19 فبراير، التي جمع خلالها الزعيمان الأمريكي والروسي في محادثات عميقة حول مختلف القضايا، تم الإعلان عن توافق حول ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا. 
المسؤولون الأمريكيون والروس وصفوا الاجتماع بأنه إيجابي، حيث تم الاتفاق على تشكيل فريق تفاوضي رفيع المستوى لبحث سبل الوصول إلى حل سلمي للصراع القائم. 
هذا التوافق لم يقتصر على التصريحات فقط، بل كان هناك تفاعل ملموس في مجلس الأمن الدولي، حيث تم تبني مشروع قرار أميركي يعزز الحاجة إلى تسوية سلمية للصراع الأوكراني.

"حرب النجوم": تراجع في التوترات العسكرية أم تصعيد جديد؟

لكن، رغم التقدم في مفاوضات السلام، لا تزال بعض القضايا العالقة بين واشنطن وموسكو تشكل تهديداً للأمن الدولي. ففي 31 يناير الثاني، اتهمت موسكو واشنطن بتعطيل التوازن النووي العالمي، وذلك بعد إصدار ترامب قراراً تنفيذياً في وقت سابق من بناء "القبة الحديدية" الدفاعية، وهو نظام صاروخي يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من الهجمات النووية. 
وأدى ذلك إلى تصاعد التوترات بين البلدين في مجال الفضاء العسكري، وهو ما يعكس تعقيد العلاقة بين واشنطن وموسكو في ظل استمرار السباق العسكري على المستوى الدولي.

"التقارب الروسي-الأمريكي في القطب الشمالي رغم التوترات النووية"

انتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الخطة الأمريكية المتعلقة بالردع النووي، محذرة من اختلال التوازن النووي وعسكرة الفضاء، وهو ما وصفته بـ"حرب النجوم". 
ورغم هذه الانتقادات، لم تؤثر على تعزيز التعاون بين موسكو وواشنطن، بل سعت إلى فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي في منطقة القطب الشمالي. 
وفقاً لوسائل الإعلام، تم تحديد المنطقة كمجال محتمل للتعاون الاقتصادي بين البلدين في إطار الوفاق الأوسع الذي يسعى الرئيس الأميركي ترامب إلى تحقيقه مع روسيا.
منذ بداية فترة رئاسته، اعتمد ترامب سياسة دبلوماسية مرنة تجاه روسيا، مشيداً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأكد مرارًا أنه كان سيمنع اندلاع الحرب في أوكرانيا. 
هذه التصريحات لم تلق قبولًا لدى كييف وأثارت غضبًا في أوروبا، خاصة بعدما أبدى ترامب إعجابه ببوتين ووصفه بـ"الرجل الذكي للغاية". 
هذه التصريحات خلفت توترًا في العلاقات، حيث اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن ترامب وقع ضحية للبروباجندا الروسية.

هل يمكن أن يتحقق السلام؟

مع كل هذه التطورات المتسارعة، تبرز تساؤلات حقيقية حول إمكانية تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا بوساطة أمريكية. 
لا شك أن الخطوات الإيجابية التي أُخذت في قمة الرياض تعكس رغبة في العمل المشترك، لكن التحديات السياسية والعسكرية التي تواجه الأطراف المعنية تجعل من الصعب التنبؤ بنجاح هذه المفاوضات. 
يبقى أن نرى ما إذا كانت تصريحات ترامب وحفزاته الاقتصادية ستؤتي ثمارها في المسار الدبلوماسي الذي يبدو محفوفاً بالتحديات.
إذا كانت هذه هي بداية التقارب الأمريكي الروسي، فما الذي يخبئه المستقبل؟ هل سيظل هذا التقارب في إطار التصريحات الدافئة أم سينتقل إلى أفعال على أرض الواقع؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة على هذه التساؤلات.

تابع موقع تحيا مصر علي