عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

أعراض إدمان الإنترنت: هل أنت متصل أم مقيد؟

أرشيفية
أرشيفية

قبل مدة ليست ببعيدة، لم يكن من المتصور أن تتوقف أو تتعطل حياة العديد من الناس بسبب انقطاع اتصال الإنترنت لديهم، ولكن الآن، نجد شريحة كبيرة من الناس يدخلون في حالة من الارتباك عند عدم اتصالهم بالإنترنت، والتي قد تصل بهم في بعض الأوقات إلي حالٍ من الانهيار العصبي، فيما يُعرف بـ “ إدمان الإنترنت ”.

مما يشير إلي أن الانترنت أصبح جزء من مقومات الحياة في زمننا هذا، والذي قد يشكل غيابه لدي البعض أزمات نفسية 

التأثيرات النفسية لانقطاع الإنترنت: أكثر من مجرد ملل

أوضح الدكتور عادل سلطان، استشاري الطب النفسي بالقصر العيني، أن شريحة كبيرة من الناس يُعانون من عوارض اضطرابات حادة بمجرد غياب الشبكة، ومن خلال دراسته للحال النفسية التي يكون عليها الأشخاص عند فقدان اتصالهم بالانترنت، أوضح "سلطان" أن بين تلك الاضطرابات:

  • الشعور المفاجئ بالوحدة والعزلة.
  • قلق زائد وتوتر ملحوظ، يصل أحيانًا إلى نوبات غضب.
  • اضطرابات في الشهية والنوم.
  • إحساس حاد بالانفصال عن الواقع والمجتمع.
  • أعراض انسحاب تشبه تلك المرتبطة بالإدمان الحقيقي، مثل الحزن المفاجئ، القلق، العصبية، وأحيانًا الاكتئاب.

وأشار “سلطان” إلي أن هذه الأعراض تتفاوت حدتها وفقاً لمدى اعتمادية الشخص على الإنترنت كوسيلة رئيسية للتواصل أو الترفيه أو العمل.

الفئات الأكثر تأثرًا: من المراهقين إلى العاملين عن بُعد

وبحسب ما أفادته التقارير النفسية، فإن هناك فئات محددة تكون أكثر تأثراً بغياب الانترنت ، والتي تشمل:

  • من يعانون مسبقًا من مشكلات القلق أو الوسواس القهري.
  • الأشخاص الذين يعتمدون على الإنترنت كمنفذ عاطفي أو ترفيهي وحيد.
  • الشباب والمراهقون الذين ترتبط هويتهم الاجتماعية بعالمهم الرقمي.
  • العاملون في مجالات تعتمد كليًا على الاتصال المستمر بالشبكة.

وسائل للتخفيف من درجة التعلق المفرطة بالإنترنت

وقد نصح “سلطان” باتباع بعض الإرشادات العملية عند انقطاع الإنترنت، أو حين يشعر الفرد بقلق مفرط في غيابه، والتي تشمل:

  • تمارين التنفس: يساعد التنفس العميق في التخفيف من التوتر.
  • التواصل العائلي: يوفر الجلوس مع الأسرة والتحدث وجهاً لوجه شعوراً بالطمأنينة والراحة النفسية.
  • إحياء العلاقات الواقعية: زيارة الأصدقاء أو القيام بأنشطة اجتماعية حقيقية.
  • إعادة تنظيم اليوم: كتابة المهام اليومية يخلق إحساسًا بالسيطرة.
  • الانخراط في هوايات مؤجلة: ممارسة الرياضة، الطهي، أو الرسم.

وفي حال عدم إتيان هذه الإرشادات لثمارها، ينصح "سلطان" بزيارة طبيب نفسي لتقييم الحالة.

مخاطر إدمان الإنترنت علي الأطفال

ووفقاً لأحد تقارير موقع "Diamond RHH Thailand"، يكمن التهديد الحقيقي لآثار الإنترنت لدي الأطفال، نتيجة لاستخدام الأطفال المفرط له، وقد يؤدي إلى:

  • فقدان الإحساس بالوقت.
  • اضطرابات نوم حادة.
  • رغبة في عدم الانخراط بالمجتمع والبقاء في عزلة.
  • تدهور في العناية الشخصية والصحة العامة.
  • ظهور أنماط سلوكية غير سوية، مثل الكذب، العصبية، والاندفاع.
  • أعراض انسحاب جسدي ونفسي، مثل الغضب العارم عند سحب الأجهزة.

عوامل الإدمان الرقمي لدى الأطفال

يرتبط إدمان الإنترنت في الطفولة بعدة دوافع، من بينها:

  • البحث الدائم عن الإثارة أو المعلومات الجديدة.
  • التعلق بالألعاب الإلكترونية.
  • الاعتماد على "الشات" والعلاقات الافتراضية كبديل للعلاقات الواقعية.

ويحذر دكتور أشرف سلامة، استشاري الطب النفسي، من أن الطفل الذي يفرط في استخدام الإنترنت قد يتطور لديه:

  • إدمان مرضي يصعب التخلص منه.
  • اضطرابات عاطفية حادة، مثل الاكتئاب والعزلة.
  • تشوه في صورة الذات ونقص في الثقة بالنفس.
  • ميول عدوانية أو سلوكيات عنيفة ناتجة عن تكرار مشاهد العنف في الألعاب.

كيف نحمي أطفالنا من سطوة الإنترنت؟

التوجيه السليم يبدأ من إدراك الأهل لخطورة الموقف. وفقًا لتوصيات د. سلامة:

  • فرض قيود زمنية صارمة على استخدام الإنترنت.
  • جعل الطفل ينخرط في أنشطة بديلة مثل الرياضة أو الفنون.
  • المراقبة الدائمة لنوع المحتوى الذي يستهلكه الطفل.
  • تعزيز التواصل الحقيقي بين الطفل والوالدين.
  • عرض الطفل على مختص نفسي إذا ظهرت عليه أعراض اضطرابية.

الاستخدام السوي للإنترنت

الإنترنت سلاح ذو حدين، فقد يكون مضراً وقد يكون مفيداً بحسب أسلوب استخدامه، ولذلك يتوجب علينا أن نعيد صياغة علاقتنا به على أسس صحية، تبدأ من الانضباط وتنتهي بالبدائل. سواء كنا بالغين أو مسؤولين عن أطفال

تابع موقع تحيا مصر علي