القاهرة تستضيف غدًا مفاوضات المرحلة الأولى من خطة ترامب حول غزة.. مشاركة أمريكية بارزة وتوتر ميداني مستمر
تتجه أنظار العالم غدًا إلى العاصمة المصرية القاهرة، التي ستحتضن المفاوضات الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن مستقبل غزة، وسط مشاركة أمريكية رفيعة المستوى وتطورات ميدانية متسارعة على الأرض، تعكس هشاشة الوضع الإنساني والأمني في القطاع.
انطلاق المفاوضات في القاهرة بمشاركة ويتكوف وكوشنير
كما نقلت وكالات صحفية دولية عن مسؤول في حركة حماس قوله إن مصر ستستضيف مؤتمرًا فلسطينيًا موسعًا حول مستقبل غزة، وذلك في إطار التحركات السياسية التي تلي موافقة حماس المبدئية على بنود من خطة ترامب.
ووفقًا لما أوردته القناة الإسرائيلية 12، فإن المرحلة الأولى من المفاوضات ستبدأ غدًا في القاهرة، بمشاركة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي السابق جاريد كوشنير، أحد أبرز مهندسي خطة السلام المقترحة.
وتأتي هذه التطورات بعد أن وجه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أوامر صارمة إلى وزرائه وأعضاء الكنيست بوقف جميع التصريحات الإعلامية، عقب عقده تقييمًا أمنيًا طارئًا بمشاركة عدد محدود من الوزراء وكبار القادة العسكريين، من دون حضور الوزيرين المتطرفين سموتريتش وبن جفير، اللذين يواجهان عقوبات دولية في عدة بلدان بسبب مواقفهما العنصرية المتشددة.
غارات إسرائيلية رغم دعوة ترامب لوقف القصف
وعلى الرغم من دعوة الرئيس ترامب لوقف العمليات العسكرية بعد قبول حماس باتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي واصل هجماته المكثفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة خلال الساعات الماضية.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، في تصريحات لوكالة فرانس برس، إن "ليلة أمس كانت عنيفة للغاية، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي على مدينة غزة ومناطق أخرى في القطاع، رغم الدعوة الأمريكية الواضحة لوقف القصف".
وأوضح بصل أن القصف أدى إلى تدمير 20 منزلًا بالكامل، وتسبب في سقوط عشرات الضحايا، فيما يواصل الدفاع المدني جهوده في البحث عن ناجين تحت الأنقاض
شهداء وجرحى في قصف متواصل على المدنيين
أعلن مستشفى المعمداني في مدينة غزة أن طواقمه استقبلت سبع جثامين وعددًا من الجرحى نتيجة قصف منزل في حي التفاح، بينما أكد مستشفى ناصر في خان يونس أن طفلين استشهدا وأُصيب ثمانية آخرون في غارة لطائرة بدون طيار استهدفت خيمة نازحين داخل أحد المخيمات جنوب القطاع.
ومن جانبها أفادت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال أطلقت طلقات تحذيرية باتجاه مدنيين حاولوا التحرك شمالاً، ما يزيد من حالة القلق بين السكان الذين يعيشون ظروفًا إنسانية قاسية في ظل تدهور الأوضاع المعيشية واستمرار الحصار
ملامح خطة ترامب للسلام في غزة
تدعو خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأيّدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى وقف إطلاق النار الفوري والإفراج عن جميع الرهائن خلال 72 ساعة من إعلان القبول المتبادل، إلى جانب نزع سلاح حركة حماس تدريجيًا والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة في مراحل لاحقة.
وتنص الخطة كذلك على بدء عملية إعادة إعمار واسعة بإشراف دولي، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة، مع التزام الأطراف كافة بعدم تهجير المدنيين من القطاع
القاهرة في قلب الحدث.. ورهانات على الدبلوماسية المصرية
وتأتي استضافة القاهرة لهذه المفاوضات الحساسة في تأكيد جديد على الدور المحوري لمصر في الوساطة بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، وسعيها الدائم إلى تحقيق التهدئة واحتواء التصعيد عبر تحركات دبلوماسية متوازنة تحظى بتقدير دولي.
ويرى مراقبون أن نجاح المرحلة الأولى من المفاوضات في القاهرة سيمثل بداية طريق طويل نحو تسوية أكثر استقرارًا، لكنه يظل رهينًا بقدرة واشنطن وتل أبيب على تنفيذ التزاماتها بوقف العمليات العسكرية، وباستمرار تمسك حماس بشروطها المتعلقة برفع الحصار الكامل عن غزة وضمان عدم تهجير سكانها
تطبيق نبض