عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

خبير علاقات دولية لـ «تحيا مصر»: حماس تناور بذكاء سياسي وتنقل الكرة إلى الملعب الإسرائيلي

الدكتور محمد الطماوي
الدكتور محمد الطماوي الخبير في العلاقات الدولية

أكد الدكتور محمد الطماوي، الخبير في العلاقات الدولية، من خلال تصريحات خاصة لـ «تحيا مصر»، أن موافقة حركة حماس على خطة الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب بشأن غزة تمثل تحولًا سياسيًا بالغ الأهمية، إذ نقلت الحركة من موقع الاتهام بعرقلة السلام إلى موقع الطرف المرن الذي يُظهر استعدادًا للتعامل مع المبادرات الدولية.

موافقة حماس على خطة ترامب تُربك تل أبيب وتحرجها أمام العالم 

وأوضح الطماوي أن هذا الموقف الجديد من حماس ينقل الكرة إلى الملعب الإسرائيلي، مؤكدًا أن المجتمع الدولي سيبدأ في محاسبة إسرائيل على تصرفاتها القادمة، متسائلًا: هل ستوقف إسرائيل القصف؟ وهل ستلتزم بوقف إطلاق النار؟، مشيرًا إلى أن هذه التساؤلات تضع تل أبيب في موقف حرج أمام الرأي العام العالمي. 

الدكتور محمد الطماوي الخبير في العلاقات الدولية

مناورة سياسية محسوبة بعناية

وكشف الطماوي لتحيا مصر أن قبول حماس للخطة الأمريكية لا يعني بالضرورة تخليها عن المقاومة أو سلاحها، بل يمكن قراءته باعتباره مناورة سياسية محسوبة تهدف إلى تخفيف الضغط الدولي عليها، وتقديم نفسها كطرف مسؤول يسعى للحلول السلمية دون أن يتنازل عن ثوابته الوطنية

وأضاف الخبير  في العلاقات الدولية أن الحركة، من خلال هذه الخطوة، جنّبت نفسها تهمة التشدد، ونجحت في إظهار مرونة سياسية مدروسة أمام المجتمع الدولي، دون المساس بجوهر مشروعها المقاوم.

أبعاد إنسانية وسياسية متشابكة

وأوضح الطماوي أن موافقة حماس على الإفراج عن جميع الرهائن بموجب المقترح الأمريكي تحمل أبعادًا إنسانية واضحة تهدف لتخفيف معاناة المدنيين، لكنها في الوقت ذاته تتضمن أبعادًا سياسية عميقة، إذ تسعى الحركة إلى استثمار الموقف لإعادة ترتيب أوراقها الإقليمية والدولية بعد شهور من الحرب والاستنزاف

وأشار إلى أن هذه الخطوة تمثل أيضًا محاولة من حماس لإعادة تموضعها السياسي على الساحة الدولية، بما يتيح لها هامش تحرك أكبر في المرحلة المقبلة

رسائل متعددة في بيان حماس

ولفت الطماوي من خلال تصريحاته، إلى أن إعلان حماس استعدادها لتسليم إدارة غزة إلى هيئة فلسطينية مستقلة يعكس إدراكًا متزايدًا داخل الحركة بصعوبة استمرار السيطرة المنفردة على القطاع، مؤكّدًا أن هذه الإشارة تُعد من أقوى مؤشرات التحول في الخطاب السياسي للحركة خلال السنوات الأخيرة

وأضاف أن هذا الموقف يبعث برسائل مباشرة إلى المجتمع الدولي مفادها أن حماس مستعدة للانخراط في عملية سياسية جديدة، شرط أن تكون قائمة على الاحترام المتبادل وإنهاء الاحتلال، لا على الإملاءات

مصر والأردن ينتصران سياسيًا

وفي سياق متصل، أشاد الطماوي بالموقف المصري والأردني الرافض لخطة التهجير التي كانت مطروحة ضمن بعض المقترحات السابقة، مشيرًا إلى أن تراجع الإدارة الأمريكية عن هذا الطرح يُعد انتصارًا واضحًا للدبلوماسية المصرية والأردنية

وقال إن تمسك القاهرة بموقفها الحازم ورفضها القاطع لأي مشروع يستهدف المساس بسيادة سيناء، أثبت أن مصر لا تساوم على أمنها القومي، مضيفًا: "ما حدث هو انتصار للموقف المصري الصارم الذي رسم خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها."

مشهد جديد تتبدل فيه الأدوار

واختتم الطماوي تصريحه مؤكدًا أن المشهد الراهن يكشف تبدل الأدوار على الساحة الدولية، فبعد أن كانت حماس متهمة بالتشدد، أصبحت الآن تُقدَّم للعالم كطرف براغماتي يتعامل بمرونة، بينما تجد إسرائيل نفسها في زاوية ضيقة أمام الضغوط الدولية المتزايدة.

وأضاف أن الفترة المقبلة ستكشف مدى جدية إسرائيل في التعامل مع هذا التحول، مؤكدًا أن الشرق الأوسط قد يكون أمام مرحلة جديدة من إعادة رسم التوازنات السياسية. 

تابع موقع تحيا مصر علي