خبير دولي لـ«تحيا مصر»: مصر قد تشارك بقوة دولية في غزة إذا صدر قرار من مجلس الأمن
أكد الدكتور محمد الطماوي، الباحث والخبير في العلاقات الدولية، في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أن الضمانة الأولى والحقيقية لوقف نزيف الدم في غزة لا تكمن في نصوص خطة وقف الحرب أو حتى في المؤسسات الدولية، بل في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، موضحًا أن قدرة ترامب على التأثير المباشر في تل أبيب هي العامل الحاسم في إجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنفيذ بنود الخطة، وخاصة البنود المتعلقة بوقف نزيف الحرب ومنع تهجير الشعب الفلسطيني والتمهيد لإقامة الدولة الفلسطينية.
الطماوي لـ «تحيا مصر»: تنفيذ خطة وقف الحرب لن يتحقق إلا بحزم ترامب
وأشار الطماوي إلى أن موقف ترامب «يظل هو المتغير الأكثر تأثيرًا» في مسار الأزمة، قائلاً: «الحديث عن ضمانات دولية أو أوروبية لا معنى له إن لم يصاحبه موقف حازم من واشنطن تجاه إسرائيل».

وأوضح الطماوي لتحيا مصر، أن مصر لا تبارك خطة ترامب بشكل مطلق، لكنها تتعامل معها في إطار عام قابل للتعديل والتطوير لصالح الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن القاهرة توازن بين الواقعية السياسية والدفاع عن الثوابت الوطنية والقومية
وأكد دكتور محمد لتحيا مصر، أن مصر لا ترفض مبدأ نشر قوة دولية في غزة، لكنها تشترط أن يكون ذلك بقرار واضح وصريح من مجلس الأمن الدولي، وبـ مدة محددة وولاية دقيقة لا تمس السيادة الفلسطينية، مؤكدًا أن القاهرة تنظر إلى هذا المقترح باعتباره «أداة لحماية المدنيين وليس وسيلة للهيمنة أو الانتقاص من الحق الفلسطيني»
القاهرة تؤكد وحدة الأراضي الفلسطينية ورفض الإملاءات الخارجية
ومن خلال حديثه ، شدد الطماوي على ضرورة إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة في إطار وطني موحد، معتبرًا أن قضية سلاح حركة حماس يجب أن تُحل عبر الحوار الوطني الفلسطيني الداخلي، وليس عبر أي إملاءات أو تدخلات خارجية
وقال: «ملف السلاح شأن فلسطيني داخلي خالص، وأي محاولة لفرض حلول من الخارج ستفشل، لأنها تتجاهل البنية الاجتماعية والسياسية الفلسطينية».
موقف مصري أردني صارم منع التهجير وحمى الأمن القومي العربي
وأشاد الطماوي بالموقفين المصري والأردني الرافضين بشكل قاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة أو الضفة الغربية، مؤكدًا أن هذا الموقف كان انتصارًا حقيقيًا للدبلوماسية العربية
وقال: «الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني كانا في قمة الوضوح والحزم، وأكدا للعالم أن التهجير خط أحمر، لأنه يمس السيادة المصرية والأردنية والأمن القومي العربي».
وأشار إلى أن هذا الرفض أفشل محاولات إسرائيلية وغربية لتغيير الخريطة الديموغرافية في المنطقة، وفرض واقع جديد على حساب الشعب الفلسطيني
مصر قد تشارك في قوة دولية.. بشرط قرار أممي واضح
وفي ختام حديثه، كشف الدكتور محمد الطماوي لـ«تحيا مصر» أن مصر قد تشارك في قوة دولية لحفظ السلام في غزة، إذا صدر قرار رسمي من مجلس الأمن يحدد بوضوح مدتها وولايتها ومهامها، وبما يضمن عدم المساس بالسيادة الفلسطينية
وأوضح الطماوي أن مشاركة مصر في مثل هذه القوة ستكون امتدادًا لدورها التاريخي في حماية الأمن الإقليمي ودعم الاستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن «القاهرة لن تشارك في أي ترتيبات غامضة أو غير منضبطة دوليًا».
اختتم الطماوي حديثه قائلًا:«مصر تتعامل مع خطة ترامب بعقلانية وطنية، فهي لا ترفض كل شيء ولا تقبل كل شيء. هدفها الوحيد هو حماية الشعب الفلسطيني، وضمان عدم تهجيره، والحفاظ على حقه في إقامة دولته المستقلة. وأي اتفاق لا يمر عبر مجلس الأمن ولا يضمن السيادة الفلسطينية لن يكون مقبولًا بالنسبة للقاهرة أو عمّان».
تطبيق نبض

