عاجل
الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

"كورونا لايختار من يصيب".. قلق مكتوم لدى النواب رغم الإجراءات الوقائية..4 وقائع ترصد الموقف

د.على عبد العال رئيس
د.على عبد العال رئيس مجلس النواب

يملك فيروس كورونا سطوة يرهب بها البشرية، ويغزو بها الأنفس بالخوف، مهما تعددت وسائل مقاومته أو اتخاذ التدابير الوقائية ضده، ويبرز ذلك جليا في تجربة انعقاد مجلس النواب، الذي على الرغم من مجهودات جبارة للقائمين عليه بهدف تأمين الأعضاء، إلا أن ذلك لم يمنع مظاهر قلق بالغ، مكتوم أو معلن في بعض الأحيان خشية الإصابة بالفيروس.

مخاوف النواب من الفيروس والإصابة به تبدو منطقية، فالوباء الذي لايفرق بين المواطنين على أساس مناصبهم، يصدق عليه القول أنه "لايختار من يصيب"، فقد طال بالفعل 23 نائب برلماني إيراني، بخلاف نائب في البرلمان الفرنسي، ونائب رئيس البرلمان في بوركينا فاسو.

ولايناقض ذلك ما أثبته رئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال وكتيبة الأمانة العامة بقيادة المستشار محمود فوزي، من أنهم على قدر الحدث باستعدادات وقائية مهولة، وإجراءات سبقوا بها الجميع حرصا على السلامة العامة، إلا أن تحيا مصر، يرصد 4 وقائع تظهر بوضوح حالة "قلق طبيعي" خيمت على النواب.

أولا: نواب الخطة والموازنة، تبدى أمام نواب اللجنة الهامة أكثر الحلول "أمانا"، وهو الانعقاد عن طريق الفيديو كونفرنس، وهي تقنية تسمح للعديد من الأفراد التواجد في اجتماع إلكتروني، وذلك عن بعد، فلا مجال لالتقائهم والتقاط العدوى من بعضهم البعض.

اعتمد نواب اللجنة على ذلك، وتعددت تصريحاتهم في هذا الشأن، وتملكتهم حالة من اليقين بأن ذلك السبيل الوحيد للانعقاد، حتى أن بعضهم قد جرب تلك المداخلات عن بعد، مع مواقع صحفية وقنوات تليفزيونية، تمهيدا لتطبيقها، قبل أن يفاجئوا بتقديم موعد جلسات البرلمان وانعقادها بشكل طبيعي.

ثانيا: تصريحات حسين عيسى، وهو أحد النواب المخضرمين، ورئيس لجنة الخطة، والتي قال فيها نصا، أنه كان يتصور أن يكون هناك انعقاد عبر الفيديو كونفرنس، ليحتد أكثر من مرة خلال اجتماعات أخيرة، مطالبا الحضور بالاختصار في حديثهم، لأن كل دقيقة تطول أكثر تزيد فرص الأصابة الأكيدة بالوباء العالمي.

ثالثا: التصريحات التي جاءت في آخر الجلسات العامة، في شكل نصائح من رئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال، والذي وإن وثق في تأمين النواب داخل أروقة المجلس، إلا أنه لايضمن احتمالية تعرض أي من النواب للفيروس خارج حدود البرلمان، حيث خاطب النواب بكل صراحة قائلا: من يظهر عليه أعراض المرض فليلزم بيته، ولا يأتي المجلس، الأمر الذي وافق عليه الحضور، ممن أظهروا تخوف من الإصابة رغم الاستعدادات الوقائية من الدولة ومن البرلمان.

رابعا: المظهر غير المسبوق الذي بدت عليه استراحة النواب في البهو الفرعوني، حيث رفض بعض النواب على غير العادة مبارحتها، والدخول إلى الجلسة العامة، مفضلين أن يبقوا في حالة انزواء و"عدم اختلاط"، في غياب لأي تجمعات كانت معتادة على طاولة واحدة.

يشار إلى أن مجلس النواب قد بادر مبكرا باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة لمواجهة إنتشار فيروس كورونا منذ بداية الأزمة ، فقرر سابقا تأجيل جلساته، وتم الاستعانة بالقوات المسلحة في تطهير وتعقيم مبنى البرلمان، كما أصدر الدكتور عبدالعال قرارًا بتشكيل لجنة مواجهة الأزمات، برئاسة المستشار محمود فوزى الأمين العام لمجلس النواب لتكون المعنية بإصدار القرارات واتخاذ الإجراءات لحماية وتأمين صحة وسلامة العاملين بالمجلس.

وقد أصدرت لجنة مواجهة الأزمات العديد من القرارات المتوالية والمتوازية التي اعتمدها رئيس المجلس تماشيًا مع ما تتخده الدولة من إجراءات احترازية ووقائية لمواجهة فيروس كورونا، وهى :

تطهير وتعقيم يومي للقاعة الرئيسية واللجان النوعية وأماكن الاجتماعات، تعميم استخدام مطهر الأيدي والتنظيف بكافة الأروقة، تحذير وردع حاسم للمتسببين فى ترويج الشائعات حول الوباء، الإعفاء الكامل لجميع العاملين من إثبات الحضور بالبصمة والاكتفاء بكارت الدخول .

عقد ندوة تثقيفية للعاملين ونشر إرشادات طبية للوقاية والمواجهة، تعليق جميع الزيارات الخاصة بنشر الثقافة البرلمانية غلق مسجد البرلمان وتعليق الصلاة الجماعية والاكتفاء بالأذان، تفعيل التبادل والتناوب للعمل بنصف طاقة العاملين حيث تم تخفيضها إلى الخمس، اعطاء السيدات وخاصة حاضنات الأطفال اقل من ١٢ سنة راحات، إعفاءء أصحاب الأمراض المزمنة من الحضور، وتقليل حضور العاملين .
تابع موقع تحيا مصر علي