عاجل
الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

مؤتمر القدس من القاهرة.. جامعة الدول تستضيف قمة «الصمود والتنمية».. الرئيس السيسي: نرفض ممارسات الاحتلال ونتمسك بحق الفلسطينيين العادل.. وأبو مازن يعلن اللجوء للمحكمة الجنائبة ولأمم المتحدة

مؤتمر القدس
مؤتمر القدس

أحمد أبو الغيط: فلسطين تأن تحت وطأة الاحتلال الغاشم الذي يسعى لطمس الهوية الفلسطينية

أمين «جامعة الدول العربية»: حل الدولتين يتعرض لتقويض ممنهج من الاحتلال الإسرائيلي
الرئيس الفلسطيني: نشكر الحكومة المصرية على الدعم المتواصل لقضيتنا الأبدية
أبو مازن يفضح مذابح الاحتلال.. ويعلن اللجوء للمحكمة الجنائية الدولية
العاهل الأردني: ستظل فلسطين في مقدمة اهتمامات القضايا العربية

انطلقت، اليوم الأحد، فعاليات مؤتمر القدس، الذي عقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، بعنوان “صمود وتنمية”، وذلك بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، والملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، إلى جانب عدد من الوفود رفيعة المستوى من الدول الأعضاء في الجامعة.

وافتتح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، فعاليات المؤتمر، مؤكدًا أن قضية فلسطين والقدس جمعت العرب مثلما لم تجمعهم قضية أخرى، والقدس حاضرة في الوجدان حتى وهي تحت الاحتلال، مشيرًا إلى أن القدس اليوم تأن تحت وطأة الاحتلال الغاشم، الذي لا يكتفي بالاستيلاء على الأرض وإنما يسعى لتبديل الهوية وسرقة الذاكرة وطمس التاريخ.

وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى أن مؤتمر القدس بالقاهرة، يأتي تفعيلا لقرار اتخذته القمة العربية في الجزائر بدعم صمود أهل المدينة المقدسة المرابطين في القدس والصامدين بكرامة أمام تطرف الاحتلال الذي يهدف إلى القضاء على الهوية الفلسطينية وتهويد القدس بشرا وحجرًا وإفراغها من سكانها الفلسطينيين عبر القمع والتهجير.

وأكد أبو الغيط أن هدفنا هو تعزيز صمود المقدسيين على أرضهم، لأنهم أصحاب هذه الأرض،  وهذا هو تاريخهم الذي يراد محوه، وهو تاريخنا جميعا كعرب مسلمين ومسيحيين.

وتابع: "نخاطب العالم ونسمعه صوتنا أن القدس مدينة تحت الاحتلال بواقع القانون الدولي ولا مجال لتغيير هذا ولا يمكن تغيير مركزها القانوني باجراءات أحادية، تسعى لها حكومة يمينية متطرفة، مضيفًا: “نريد أن يرى العالم ما يسعى إليه الاحتلال لتكريسه في القدس الشرقية والأقصى”، وأكد أن التطرف لا يولد إلا تطرفًا مضادًا.

وأردف: “نخاطب العالم من خلال هذا المؤتمر، بمحاوره الثلاثة، السياسية والقانوني والتنموي، مؤكدًا أن تعزيز الصمود الفلسطيني واجب على كل العرب وواجب على كل محب للسلام”.

وذكر: "القدس وأهلها وتراثها ومقدساتها تتعرض للخطر، واستمرار الأوضاع الحالية والسياسات القمعية التي يتبعها الاحتلال سيفضي إلى مزيد من العنف والتوتر، مشيرًا إلى أن حل الدولتين يتعرض لتقويض ممنهج ومستمر على يد الاحتلال الإسرائيلي.

واختتم: “على محبي السلام في العالم السعي والعمل لإنقاذ الفلسطييين من أيدي المتطرفين وكارهي السلام”.

بدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أو مازن، إن هذا المؤتمر جاء استجابة لنداء القدس والمسجد الأقصي المبارك مسرى خاتم النبيين، في هذا الوقت الذي نواجه أبشع أشكال الاتهام في مدينة القدس عاصمىة فلسيطن الأبدية، لافتا أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على انتهاك الهوية العربية  في الأراضي الفلسطينية.

واستكمل الرئيس الفلسطيني: المعركة  في القدس وفي كل أرض  فلسطين لن تبدأ فقط يوم احتلال المدينة ولكنها بدأت قبل ذلك بعقود عدة  عندما قررت عدد من المدن و على رأسها بريطانيا وأمريكان  التخلص من اليهود، لكن في  الحقيقة أرادوا أن يبنوا  مغفرا أماميا لحماية مصالحهم في الشرق.

وقال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن، إن فلسطين تعرضت ولا زالت تتعرض لأكبر عملية تزوير في التاريخ، مشيرًا إلى أنهم أرادوا أن تصبح أرضنا بلا شعب عبر تهجير شعبنا وإقامة المذابح لمحو الشعب الذي عمر أرضه لآلاف السنين.

وأضاف "أبو مازن": "مهما طال ليل الكذب والتذوير فالحقيقة ستظهر"، متابعًا: "قام مخرج إسرائليي هذه الأيام اعتمادًا على مؤرخ إسرائيلي أيضًا، بإنتاج فيلم يسجل واحدة من المذابح التي ارتكبها الاحتلال عام 1948 وما بعدها، وأبرزها مذبحة الطنطورة، والتي أعدم فيها قوات الاحتلال أكثر من 200إنسان وقامت بتهجير الفلسطينيين قبل تفجير البلدة، وهي مثال لـ 51 مذبحة اخرى قام بها الاحتلال الفلسطيني، إلى جانب هدم وتدمير أكثر من 580 قرية فلسطينية محيت عن بكرة أبيها.

وأكد الرئيس الفلسطيني: "كلي أمل أن تكون أعمالنا على مستوى هذه القضية الكبيرة وأن نبذل كل جهودنا لحمايتها بكل الأدوات السياسية والقانونية والتنموية"، مضيفًا: "القدس بحاجة إلى أمتها العربية والأسلامية وبحاجة إلى من يشد إليها الرحال ليشد على يديها، وليرى بأم عينه ما هي هذه البلاد، كما أنها بحاجة إلى من يرسل إليها زيتًا يشعل في قناديلها، وقد حث الرئول سلى الله عليه وسلم المسلمين ليزوروا القدس ويدافعاو عنها".

وأعلن أبو مازن أنه أمام التعنت الإسرائيلي وممارساتها التي تخطت جميع الخطوط الحمراء، سوف نذهب إلى الأمم المتحدة، لاستصدار قرار يؤكد على حماية حل الدولتين، مضيفًا: "أمريكا قالت معترفين بحل الدولتين.. أقولهم طب أعلنوا يقولوا بعد شوية..".

وتابع: "كما سنطالب بوقف الأعمال الأحادية التي وردت في أوسولو"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي والأمم المتحدة معترفة بهذا البند لكن لا يقومون بشيء.

واستطرد: "فلسطين تحتفظ بحقها بل ستواصل الذهاب إلى المحاكم والمنظمات الدولية؛ حماية لحقوق شعبنا المشروعة، وسنذهب إلى المحكمة الجنائية الدولية، لأنه كل يوم هناك شهيد أو أكثر، أملا في أن تستدعي القاتل".

وقدم الملك عبد الله الثاني بن الحسين العاهل الأردني، الشكر للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على إعداد الجامعة العربية لمؤتمر «دعم وحماية القدس»، معقبا:" المؤتمر جاء في وقت يستدعى فيه تكثيف الجهود لدعم أشقائنا في فلسطين".

وأضاف  الملك عبد الله الثاني:  يرتبط محور اجتماعنا اليوم بوجدان كل عربي، فالقدس هي قبلة المسلمين الأولى ولا يمكن أن ننعم بسلام والقضية الفلسطينية تعاني، فحن نجدد وقوفنا بجانب الفلسطينيين ونناشد المجتمع الدولي بتلبية حقوقتهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
وتابع: نعيد التأكيد على أن الحفاظ على فرص السلام يكون على أساس حل الدولتين  وذلك من خلال وقف الاعتداءات  فأي محاولة للمساس بالوضع التاريخي سيكون لها لمسات سلبيىة على أمن واستقرار المنطقة.
واستكمل الملك عبد الله الثاني: الأردن مستمر على دعم الجهود ومواصلة مشاريع الصيانة في فلسطين، وذلك انطلاقة من الوصاية الهاشمية للحفاظ على الهوية المقدسة وحماية حقوق المسلمين والمسيحيين في ممارسة شعائرهم، معقبا:" وفي إطار هذه المسئولية التاريخية نقف إلى جانب أشقائنا في القدس في الدفاع عن قضيتهم المشروعة، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ستظل في مقدمة القضيا العربية.
من جانبه، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، لقد كانت القدس عبر التاريخ عنواناً وإنه لمن المؤسف أن هذا "الصمود" أصبح وكأنه قدر تلك المدينة... فهي كما عانت في الماضي، ما زالت تعاني في الحاضر.
وأضاف "السيسي"، لقد اختص القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة المحورية، وكما لم يختص مدينة من قبل، الوضع القانوني لمدينة القدس، بدءاً من تأكيد مجلس الأمن "أنه لا يجوز الاستيلاء على الأرض بالقوة، وأن جميع الإجراءات التشريعية والإدارية التي اتخذت من قبل إسرائيل باعتبارها قوة احتلال، والتي يمكن أن تغير من معالم أو وضع المدينة المقدسة، ليس لها صلاحية قانونية وتمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية جنيف الرابعة"... وانتهاءً بتأكيد مجلس الأمن عدم اعترافه بأية تغييرات على خطوط الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، إلا ما يتم الاتفاق عليه بالتفاوض.

وأكد موقف مصر الثابت إزاء رفض وإدانة أية إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس ومقدساتها ... كما تؤكد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى بكامل مساحته باعتباره مكان عبادة خالصاً للمسلمين. 

وحذر  من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على الإخلال بذلك... أو على محاولة استباق أو فرض أمر واقع يؤثر سلباً على أفق مفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأشار إلى أن مصر بادرت منذ أكثر من أربعة عقود بمد يد السلام لإسرائيل... سلام قائم على العدل... وعلى أساس العمل على التوصل لتسوية شاملة وعادلة، تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام ١٩٦٧.. وأؤكد هنا أن عاصمة الدولة التي يرتضيها ويتطلع إليها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ستظل هي القدس الشرقية. 

وتابع: "إنه لمن المؤسف أن يأتي اجتماعنا اليوم على خلفية ظروف طارئة ومتأزمة تواجه القضية الفلسطينية... وظروف تهدد الأمن الإقليمي... وتهدد مفهوم التعايش بين شعوب المنطقة... المفهوم الذي سعينا لتكريسه عبر السنوات الماضية... حيث تستمر الإجراءات أحادية الجانب المخالفة للشرعية الدولية، من استيطان وهدم للمنازل، وتهجير ومصادرة الأراضي، وعمليات تهويد ممنهجة للقدس، واقتحامات غير شرعية للمسجد الأقصى، فضلاً عن الاقتحامات المستمرة للمدن الفلسطينية على نحو يزيد الاحتقان على الأرض ويهدد بانفلات الأوضاع الأمنية ... كما يزيد من الأسف أن كل ما تقدم إنما يعوق حل الدولتين... ويضع الطرفين، والشرق الأوسط بأكمله أمام خيارات صعبة وخطيرة".

وجدد الرئيس السيسي دعوته للمجتمع الدولي وشركاء السلام لضرورة العمل سوياً على إنفاذ حل الدولتين، وتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، باعتباره حجر الزاوية لتطلعات شعوب المنطقة لتحقيق الأمن الإقليمي والاستقرار والتعايش السلمي... كما أدعو الأطراف الدولية لعدم الاستسلام للجمود السياسي، الذي يتراكم مع الزمن ويزيد من تعقيد التسوية في المستقبل.

وأكد أن مصر ستستمر في الدعوة لمعالجة جذور الأزمة المتمثلة في الاحتلال... ولن تألو جهداً في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الذي طالت معاناته، وستواصل - من أجل هذا الهدف - العمل مع طرفي الصراع لإعادة إحياء المسار السياسي.. كما سنواصل جهودنا للتعامل مع التحديات الآنية وسنعمل مع جميع الأطراف على التهدئة بالضفة الغربية وقطاع غزة.. وستستمر الجهود في دعم إعادة إعمار القطاع ودعوة المجتمع الدولي لزيادة إسهامه لتخفيف معاناة إخوتنا الفلسطينيين بغزة.

واختتم الرئيس السيسي كلمته برسالتين: "أقول للشعب الفلسطيني في كافة بقاع الأرض... نعم لقد طالت معاناتكم وتأخرت حقوقكم، وزادت أزمات المنطقة... إلا أن قضيتكم لازالت أولوية لدى مصر والعرب، وتظل مكوناً رئيسياً لعملنا المشترك، وجزءاً لا يتجزأ في وجدان الشخصية العربية... وإلى أن يتحقق طموحكم المشروع في إقامة دولتكم بعاصمتها القدس الشرقية، فإننا نظل داعمين لصمودكم بالقدس وبجميع أركان فلسطين".

وتابع: "كما أتوجه لإسرائيل حكومة وشعباً وأقول... لقد حان الوقت لتكريس ثقافة السلام والتعايش، بل والاندماج بين شعوب المنطقة.. وأنه لهذا الغرض، فقد مددنا أيدينا بالمبادرة العربية للسلام التي تضمن تحقيق ذلك وفقاً لسياق عادل وشامل... فدعونا نضعها سوياً موضع التنفيذ.. ولنطوي صفحة الآلام من أجل الأجيال القادمة.. الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء".

تابع موقع تحيا مصر علي