عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

علي جمعة: أهم طرق معرفة عيوب النفس الشيخ المربي وألسنة الأعداء

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة - عضو هيئة كبار علماء الأزهر

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن حسن الخلق له أصول، له مفاتيح وأسس، والإمام أبا حامد الغزالي رضي الله تعالى عنه يقول إن أصول حُسن الخلق أربعة، هي: الحكمة، والشجاعة، والعفة، والعدل.

الحكمة ميزان نزن به الصواب من الخطأ

وأوضح مفتي الديار المصرية السابق، أن الحكمة هي هيئة للنفس بها تُدرك النفس الخطأ من الصواب في جميع الأحوال الاختيارية، فنستطيع أن نعرّف الحكمة بأنها حالةٌ للنفس تُدرك بها الصواب في جميع الأحوال الاختيارية أو الأفعال الاختيارية، وهذا ميزان نزن به الصواب من الخطأ، يقول الله تعالى: «يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ».

والشجاعة فيها جُرأة، ولكنها ليست تهور، جُرأة تدعو الإنسان إلى العمل والإقدام، وقد يكون الإحجام مقبلين ومدبرين، ولكن بشجاعة بقوة؛ أما العدل فهو أساس الملك، وإذا ما نُزع من أمةٍ وصلت هذه الأمة إلى الفتن.

والعفة، هي الأصل الرابع من أصول حُسن الخلق، ومعناها التأدب، ومنع النفس عن الشهوات القبيحة، ويتولد منها الحياء وهو خيرٌ كله.

المبادئ العليا لحُسن الخلق

وأشار عضو هيئة كبار علماء الأزهر، إلى أن هذه الأصول الأربعة الكبيرة التي إذا ما سُلبت من الإنسان، أو ما سُلبت من جماعةٍ من الجماعات البشرية، أو ما سُلبت من أمةٍ من الأمم، أو مجتمعٍ من المجتمعات؛ فكأنما حطمنا المبادئ العليا لحُسن الخلق، والله سبحانه وتعالى يقول: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، يمدح حسن الخلق، وكانت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها تقول: «كان رسول الله ﷺ خُلُقه القرآن».

طرق معرفة عيوب النفس

وهناك طرق لمعرفة عيوب النفس تكلم عنها الإمام الغزالي في كتاب الإحياء؛ الطريق الأول: (المعلم)، أن الإنسان يجلس بين يدي معلم بصير، قديمًا نُسميه الشيخ المربي، وهو بصيرٌ بعيوب النفس، ولذلك الأستاذ يربينا، والأب يربينا، والأم تربينا، والمرشد المعلم يربينا؛ فأول طريق هو طريق التلقي من الشيخ العارف البصير بعيوب النفس، الناصح الأمين الذي يريد أن ينقل لي تجربته، والذي أصبح الآن في عصرنا هذا قليلًا.

الطريق الثاني: (الصديق)،  وسُمي صديقًا في اللغة العربية لأنه يَصْدُقك لا يُصدّقك؛ فصديقك من صدَقك لا من صدّقك، يعني لماذا هو صديق فعيل يعني؟ لأنه مصدّق، لماذا؟ لأنه يَصْدُقك القول، يقول لك الواقعة كما رأها؛ ولذلك كان سيدنا عمر يقول: رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي، والشاعر يقول:

إن صديق الحق من كان معك.. ومن يضر نفسه لينفعك

التأمل.. ومخالطة الناس

والطريق الثالث من طرق معرفة عيوب النفس: (التأمل)؛ فيمكن أن ندرك عيوب النفس بالتأمل عندما يكون الإنسان صادق جدًا مع نفسه.

والطريق الرابع: (ألسنة الأعداء)؛ يمكن أن تُعرف عيوب النفس عن طريق ألسنة الأعداء؛ فليس معني إن العدو يذمني أن أخذ هذا من باب العداوة، ولكن أول شيء أتهم نفسي وأنظر هل ما يقوله صحيح؟ «أترى القذاة في عين أخيك وتدع جذع النخلة في عينك»، فيجب أن يتنبه إلى جذع النخلة الذي في عينه؛ فعندما يرى الأعداء يذموه بشيء عليه أن يتهم نفسه «ابدأ بنفسك ثم بمن تعول».

والطريق الخامس: (مخالطة الناس)؛ فالمؤمن مرآة أخيه «فلينظر أحدكم من يخالل»، و« رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي».

تابع موقع تحيا مصر علي