عاجل
الثلاثاء 14 مايو 2024 الموافق 06 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

دراسة بـ «قراءات إفريقية» للباحثة إيمان الشعراوي عن دور مراكز الفكر في صنع السياسة العامة

د.إيمان الشعراوى
د.إيمان الشعراوى

ناقشت دراسة للدكتورة إيمان الشعراوي، الباحثة في الشأن الافريقي، والمنشورة في مجلة قراءات إفريقية دور مراكز الفكر والأبحاث في صنع السياسة العامة في أفريقيا جنوب الصحراء والتحديات التي تواجه هذه المراكز في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها القارة السمراء.

أضحت مراكز الفكر والأبحاث فاعلًا مهمًّا في صُنْع السياسة العامة للدول

وأكدت الدراسة أنه أضحت مراكز الفكر والأبحاث فاعلًا مهمًّا في صُنْع السياسة العامة للدول، لا سيما المتطورة منها؛ نظرًا لأهمية البحث العلمي في تقدُّم الأمم ونهضتها الحضارية، فضلًا عن الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه المراكز في عالمٍ مليءٍ بالحروب والصراعات، تتداخل من بين أضلعه التعقيدات والتشبيكات من كل الأنواع، ويتنافس للظَّفر بأكبر حجم من الموارد والثروات، وتتكاثر فيه المشاكل البيئية والكونية بشكل يُهدِّد وجوده.

لم تكن مراكز الفكر معروفة بالشكل المتعارف عليه اليوم

وأشارت الباحثة إيمان الشعراوي، أنه في إفريقيا وقبل عقدين، لم تكن مراكز الفكر معروفة بالشكل المتعارف عليه اليوم، ولكن حين وصلت، مع تقاليد بحثية أخرى من الغرب، استطاعت في ظروف وجيزة أن تفرض وجودها، وتُوسِّع أنشطتها، وتتحوَّل إلى أحد المُحرِّكات الفكرية والسياسية في المشهد الإفريقي، حتى وإن كان ذلك شكليًّا في بعض الحالات.

الدكتورة إيمان الشعراوى 

قراءات إفريقية" لنشأة وتطور مراكز الفكر في إفريقيا،

وتطرقت الدراسة المنشورة في "قراءات إفريقية" لنشأة وتطور مراكز الفكر في إفريقيا، حيث أكدت أنه شهدت الدول الإفريقية ظهور المؤسسات البحثية في فترة الاستعمار؛ حيث أنشأ الاستعماريون مؤسسات بحثية تُركِّز على احتياجات السكان المستوطنين، والتي كانت تقع بشكل أساسي داخل الكليات أو الجامعات التقنية، وخلال السنوات الأولى من الاستقلال، أُعِيد تشكيل معاهد البحوث الاستعمارية السابقة لتعزيز النمو والتنمية، بينما استثمرت الحكومات الجديدة مبلغًا كبيرًا من المال لتوسيع البحث والتطوير.

دور مراكز الفكر في صنع السياسة العامة في إفريقيا من خلال طرح ثلاثة نماذج نظرية رئيسة في الأوساط الأكاديمية 

كما ناقشت الدراسة، دور مراكز الفكر في صنع السياسة العامة في إفريقيا من خلال طرح ثلاثة نماذج نظرية رئيسة في الأوساط الأكاديمية تُفسِّر تأثير مراكز الفكر في صنع القرار والسياسة العامة للدولة، وهما نظرية التعددية والنظرية النخبوية والنظرية التعاونية

التحديات التي تواجه مراكز الفكر في المشاركة في صنع السياسة العامة

وعن التحديات التي تواجه مراكز الفكر في المشاركة في صنع السياسة العامة، أكدت الباحثة إيمان الشعراوي أنه تواجه مراكز الفكر في إفريقيا مجموعة من المشكلات والتحديات تُعيق قيامها بدور فاعل ومؤثر في صنع السياسات العامة، سواء تلك التي تتعلق بالمراكز نفسها أو بعلاقتها ببيئتها وصانع القرار, ومن أبرز هذه المعوقات ضعف التمويل والاعتماد على المؤسسات الدولية ، وأزمة الاستقلال مع غياب المعلومات عن المركز وغياب التوجه الفكري، وجودة المخرجات أقلّ من المعايير العالمية ومحدودية التواصل مع صانعي السياسات والجمهور.

هل أصبح دعم القطاع الخاص ضروريًّا لتفعيل مراكز الفكر في إفريقيا؟

وطرحت الدراسة تساؤل رئيسي مفاده هل أصبح دعم القطاع الخاص ضروريًّا لتفعيل مراكز الفكر في إفريقيا؟

حيث أكدت أنه في الوقت الذي يلعب فيه القطاع الخاص في الدول المتقدمة دورًا مهمًّا في دعم مراكز الفكر والبحث العلمي بشكل عام، بقيمة تزيد عن ما تُخَصِّصه الحكومات في بعض الأحيان؛ باعتباره ضرورة لتحقيق النجاح وزيادة فرص الابتكار والاكتشافات؛ نجد تراجع هذا الدور في الدول الإفريقية؛ حيث هناك فجوة كبيرة بين القطاع الخاص ومراكز الفكر والأبحاث، وضعف فرص الشراكة بينهم، في ظل عدم وجود خطة واضحة من القطاع الخاص لدعم مراكز الفكر في إفريقيا، ولا صناديق متخصصة في تمويل الأبحاث وأوراق السياسات بالقدر الكافي من جهة، ولا حتى التنسيق بين مراكز الفكر في التخصص والإنتاج بالشكل الذي ينتج مئات الأبحاث المتشابهة ومتضائلة الجودة من جهة أخرى.

طرح عدد من السيناريوهات المستقبلية لدور مراكز الفكر في أفريقيا والتأكيد على أنها تحتاج  لمزيد من الدعم

واختتمت الدراسة بطرح عدد من السيناريوهات المستقبلية لدور مراكز الفكر في أفريقيا والتأكيد على أنها تحتاج  لمزيد من الدعم؛ باعتبارها من أهم القوى الفاعلة للتأثير على عملية صُنع السياسة وأحد دعائم الحكم الرشيد، كما أن تفعيلها يساهم في الخروج من التبعية للغرب في الإنتاج الفكري، والعمل على تقديم إنتاج فكري يعكس طبيعة الواقع الإفريقي، ويقدم حلولًا تتناسب مع طبيعته ومشكلاته،  لذلك يجب زيادة الدعم المُقدّم من الحكومات الإفريقية لمراكز الفكر، وإدراجها في إطار الدعم المقدم للبحث العلمي؛ لأن الكثير من الدول الإفريقية لا تضع مراكز الفكر ضمن مخصصات البحث العلمي، كما أنه يجب تغيير ثقافة اعتبار أن الفكر يجب أن تسيطر عليه الدول الكبرى، وأن إجراء البحوث والتفكير مجرد رفاهية، فضلًا عن نظرة النُّخب السياسية لخبراء مراكز الفكر بأنهم أعداؤهم، وأن النقد الموجّه إلى طريقتهم في الحكم يستهدف إسقاطهم، وذلك في الوقت الذي يمكن التعامل مع هذا النقد على أنه مشورة، وأنها قد تقترح طرقًا أخرى أكثر فاعلية لإدارة الشؤون العامة، وهو ما يُسهّل ظهور المعرفة التي يمكن أن تُمكِّنهم من تحسين السياسات العامة للدول والشعوب

تابع موقع تحيا مصر علي